الوجود العثماني في تونس في الفترة ما بين ۱۲۹۹-۱۲۹۸ھ/ ۱۸۳۰-۱۸۸۱م
الملخص
تعرض الوجود العثماني في تونس منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر وحتى سقوط تونس تحت الحماية الفرنسية للكثير من الظروف والتشابكات الداخلية والخارجية التي أضعفته وجعلته يتلاشى سنة بعد أخرى. تلك الظروف منها ما هو خاص بتونس، ومنها ما له علاقة بالدولة العثمانية، ومنها ما هو مفروض من قوى لما أطماعها الاستعمارية. أما ما له علاقة بالدولة العثمانية في تركز في سياسة الباب العالي في التعامل مع تونس بعد الغزو الفرنسي للجزائر حيث حاولت إعادة نفوذها المباشر على تونس كما فعلت في طرابلس، وبتلك السياسة خلقت فجوة بينها وبين البايات دفعتهم إلى التعاون مع فرنسا. وإلى جانب تلك السياسة التي أضعفت الوجود العثماني في تونس كان للحروب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد قوى أوروبية. وكان للقوى الاستعمارية الدور الرئيس في إضعاف الوجود العثماني، فالسياسة الفرنسية كانت تهدف إلى إخراج تونس من دائرة الارتباط العثماني. بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما شجع القناصل الفرنسيون بايات تونس على الاستقلال عن الدولة العثمانية لكي يقوموا بتنفيذ مخططات بلادهم الاستعمارية.