أثر نشأة بغداد على نمو النشاط التجاري في موانئ الخليج العربي حتى نهاية العصر العباسي الأول (145ـ 232هـ /762 ـ 847 م )
الملخص
كان الخليج العربي والبحر الأحمر منذ القدم يتناوبان السيادة على طرق التجارة العالمية البحرية بين الشرق والغرب ، إلا أنه مع قيام الدولة العباسية عام 132 هـ / 749 م وانتقال عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد التي أسسها الخليفة أبو جعفر المنصور عام 145هـ / 762 م انتقلت الفعاليات التجارية من البحر الأحمر إلى الخليج العربي فساعد ذلك على أن يستعيد الخليج وموانئه مكانته الاقتصادية ، وشهرته التجارية العالمية ، فانتعشت التجارة فيه حيث ارتبطت العاصمة بغداد مائيًا بواسطة نهري دجلة والفرات بموانئ الخليج كالأُبُلَّة والبصرة وسيراف ، وازدهرت الملاحة البحرية وتدفقت عليه السلع والمتاجر نتيجة حرصخلفاء بني العباس وكبار رجال الدولة على تأمين حاجات الدولة الأساسية والكمالية من بلاد المشرق الأقصى وشرق أفريقيا ، وجهودهم الجبارة في تأمين الموانئ والملاحة البحرية من الأخطار والقراصنة وغيرها .
ومن خلال هذه الدراسة سأتطرق إلى الآثار التجارية لنشأة بغداد على الخليج العربي وموانئه ، وأهم الصادرات و الواردات ، والأخطار التي واجهت الطرق التجارية ، وجهود الخلفاء العباسيين الجبارة في تأمين الموانئ والملاحة البحرية من تلك الأخطار من أجل حماية تجارتهم التي ارتبطت بأمن الخليج العربي وأمن الثغور و الموانئ المطلة عليه .