المعماري الأندلسي أبو إسحاق الساحلي (ت 747هـ/1346م) -أثره العمراني وامتداده الأسري في السودان الغربي -

الملخص

بعد رحلة الحج الشهيرة لسلطان مملكة مالي (636-886هـ/1238-1488م) منسى موسى (712-738هـ/1312-1337م) تعمقت المؤثرات العربية الإسلامية في السودان الغربي (غرب إفريقيا) فقد رافقه من مكة المكرمة في رحلة العودة إلى بلاده الشاعر والمعماري الأندلسي أبو إسحاق إبراهيم الساحلي الغرناطي المعروف بالطويجن، الذي أدخل إلى تلك البلاد فن البناء وزخرفته على الطراز الأندلسي المعماري.

وهذه الشخصية الأندلسية التي اضطرت لترك بلاد الأندلس تحت ضغط ظروف معينة، تمكنت بفضل المهارة التي تمتلكها من تشكيل واقع أفضل لنسق حياتها في بلاد السودان الغربي، والتماهي مع ظروف بيئة وحياة مختلفة عما اعتاد عليه في موطنه، وبهذه المهارة مع القدرة على التعايش، كتبت هذه الشخصية لنفسها تاريخاً مختلفاً، ظلت معالمه تشهد له رغم تتالي السنين وانصرام الأعوام.

وبجانب المعالم العمرانية التي خلّدت اسم الساحلي في غرب إفريقيا، وبالذات في مدينة "تمبكتو" في جمهورية مالي، فإن هناك من الأسر من يعلن انتسابهم إلى الأصول الأندلسية عبر امتداد أسرة الساحلي، وهذا الجانب تدور حوله بعض النقاشات.